نظريات الشخصية





   كل عالم يعرف الشخصية من خلال النظرية التي يعتنقها ،لذلك لا يمكن الاجتماع على تعريف واحد لاستخدامه بشكل عام في علم النفس . لكن معظم العلماء يميلون إلى تعريف ألبورت للشخصية وهو : "الشخصية هي التنظيم الدينامي للفرد لتلك الأجهزة الجسمية النفسية التي تحدد طابعه الفريد في التوافق مع بيئته".
 نظرية هيبوقراط :
   وضع أربعة أنماط تقابل السوائل الأربعة في الجسم :الدم – الصفراء – السوداء – البلغم . وهذه الأخلاط تقابل العناصر الأربعة في الحياة : الهواء – الماء – النار – التراب
فإذا زاد أحد الأخلاط ساد أحد الأمزجة الأربعة لدى الشخص
1 – النمط الدموي : يتميز بالنشاط ،والمرح ،والتفاؤل ،وسرعة الاستثارة ،وسرعة الاستجابة
2 – النمط السوداوي : ويتميز بالانطواء ،والتأمل وبطء التفكير ،والتشاؤم ،والميل للحزن والاكتئاب
3 – النمط الصفراوي : ويتميز بسرعة الانفعال والغضب وحدة المزاح والصلابة ،والعناد ،والقوة
4 – النمط البلغمي : ويتميز بالخمول ،وتبلد الشعور ،وقلة الانفعال ،وعدم الاكتراث ،وبطء الاستثارة والاستجابة والميل إلى الشراهة .
نظرية كرتشمر
   قام كرتشمر بملاحظة عينة من مرضاه بعضهم مصاب بذهان الهوس – الاكتئاب ،وبعضهم مصاب بالفصام ،وتبين له أن المصابين بالذهان الدوري هم من النمط النحيل الطويل ،والمصابين بالفصام هو من النمط النحيل البدين
الانتقادات التي وجهت إلى النظرية
1 - أن كرتشمر في دراسته للعينة أغفل عوامل كثيرة قد تؤثر في النتائج ،كعامل السن لأفراد العينة
2 – أنه يصعب تصنيف الشخص في هذا النمط أو ذاك ،لأن معظم الناس يجمعون صفات الأنماط المختلفة ،ولا تظهر الصفات واضحة إلى في الحالات المتطرفة  .
نظرية شيلدون
   تعتبر نظرية شيلدون أكثر تعقدا وشهرة من سابقاتها . ويرى شيلدون أن خصائص الشخصية تتوزع توزيعا متصلا على ثلاثة أبعاد . وقد وضع لكل نمط بدني نمطا مزاجيا ووضح السمات الشخصية لكل نمط مزاجي
النمط البدني - النمط المزاجي سمات الشخصية الداخلي التركيبي (الحشوي)ويتسم بالبدانة الحشوي الأساسي اجتماعي – معتدل المزاج – يحب الاسترخاء - - حب المتعة – الشراهة في الاكل – الهدوء الانفعالي – بطء الاستجابة المتوسط التركيب (العظمي) ويتميز بقوة الجسم الجسمي الاساسي عدواني – لا يهتم بمشاعر الآخرين – يحب المغامرة والنشاط العضلي – ميال إلى السيطرة الخارجي التركيب (الجلدي) المخي الأساسي يكبت انفعالاته ومشاعره – يحب العزلة والسرية والتأمل الذاتي – عاداته سيئة في النوم .
الانتقادات الموجهة لنظرية شيلدون : أنه كان متحيزا في تقدير الارتباطات بين سمات الشخصية والأنماط المزاجية .
نظرية كارل يونج
   رأى كارل يونج أن علاقة الفرد بالعالم الخارجي تتم من خلال إحدى طريقتين ،الانبساط والانطواء . وبذلك فهناك نمطان
الانبساطي : وهو يتميز بأن انتباهه وتركيزه موجهان نحو البيئة الخارجية ،ويحب التواجد بين الناس ،وتكوين العلاقات معهم ،وتصدر أقواله وأفعاله عن عوامل موضوعية ،وهو واقعي ،ويحب العمل الذي يجعله بين الناس
الانطوائي : وهو يحب العزلة ،ويبتعد عن الاختلاط بالناس ،وتصدر أقواله وأفعاله من عوامل ذاتية ،وهو يحب التأمل وأحلام اليقظة ،ويفتقر إلى الثقة بالنفس وهو يفضل العمل الذي يبعده عن الناس . وإلى جانب هذين القسمين ،رأى يونج أن هناك أربعة وظائف أساسية يستخدمها الفرد في توجيه نفسه في العالم وهي : التفكير والوجدان والإحساس والحدس . وبذلك تتكون ثمانية أنماط من الشخصية .
نظرية التحليل النفسي :
   رأى فرويد أن الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة هي الهو ،والأنا ،والأنا الأعلى ،وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة
الهو
 الهو هو الجزء الأساسي الذي ينشأ عنه فيما بعد الأنا والأنا الأعلى§
 يتضمن الهو جزئين§
o جزء فطري :الغرائز الموروثة التي تمد الشخصية بالطاقة بما فيها الأنا والأنا الأعلى
o جزء مكتسب :: وهي العمليات العقلية المكبوتة التي منعها الأنا (الشعور ) من الظهور
 ويعمل الهو وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم§
 ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع§
 وهو لا شعوري كلية §
الأنا
 يعمل الأنا كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب الهو وفقا للواقع والظروف الاجتماعية§
 وهو يعمل وفق مبدأ الواقع§
 ويمثل الأنا الإدرلك والتفكير والحكمة والملاءمة العقلية§
 ويشرف الأنا على النشاط الإرادي للفرد§
 ويعتبر الأنا مركز الشعور إلا أن كثيرا من عملياته توجد في ما قبل الشعور ،وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك§
 ويوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي ،وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية§
الأنا الأعلى
 يمثل الأنا الأعلى الضمير ،وهو يتكون مما يتعلمه الطفل من والديه ومدرسته والمجتمع من معايير أخلاقية§
 والأنا الأعلى مثالي وليس واقعي ،ويتحه للكمال لا إلى اللذة – أي أنه يعارض الهو والأنا§
إذا استطاع الأنا أن يوازن بين الهو والأنا الأعلى والواقع عاش الفرد متوافقا ،أما إذا تغلب الهو أو الأنا الأعلى على الشخصية أدى ذلك إلى اضطرابها
أنظمة الشخصية ليست مستقلة عن بعضها ،ويمكن وصف الهو بأنه الجانب البيولوجي للشخصية ،والأنا بالجانب السيكولوجي للشخصية ،والأنا الأعلى بالجانب الاجتماعي للشخصية
نقد نظرية فرويد : 
1- عينة الدراسة التي استخدمها فرويد هي من مرضاه النفسيين لذلك لا يصح تعميمها على الأسوياء
2- لم يخضع فرويد ملاحظته للأسلوب العلمي
3- أسرف في تأكيد أثر الطاقة الجنسية في توجيه سلوك الفرد
4- أكد على دور الدوافع البيولوجية الغريزية في تكوين الشخصية وأهمل دور العوامل الاجتماعية والثقافية
إيجابيات نظرية فرويد : 
1 – تأكيده أثر السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل
2 - إدخاله لمفهوم اللاشعور في علم النفس 
3 - توضيحه للحيل الدفاعية للأنا
نظرية ألبورت :
   يرى ألبورت أن السمات تنقسم لقسمين
أ – السمات العامة : وهي المشتركة بين كثير من الناس بدرجات متفاوتة ،وتكون موزعة بينهم توزيعا اعتداليا
ب – السمات الفردية : وهي التي تخص فردا معينا ،وهي السمات الحقيقية في نظر ألبورت والتي يمكن من خلالها وصف شخصيته بدقة
السمات الرئيسية والمركزية والثانوية
السمة الرئيسية : هي سمة واحدة تسيطر على شخصية الفرد وسلوكه
السمات المركزية : تتراوح بين خمس إلى عشر سمات في الشخص الواحد وتكون مميزة لشخصيته وسلوكه
السمات الثانوية : هي سمات غير مميزة لشخصية الفرد ولا تظهر إلى في بعض المواقف
نقد نظرية السمات لألبورت
1- أنه لا يمكن وصف الشخصية من خلال مجموعة من السمات فقط ،بل لا بد من معرفة العلاقات بين تلك السمات
2- أن ألبورت افترض وجود السمة وجودا حقيقيا في الشخصية ،رغم أن من علماء النفس ،من يرى أن ثبات الشخصية لا يرجع إلى ثبات سمات الفرد فقط بغض النظر عن بيئة الفرد
3- أن النظرية لم تستطع وضع أبعاد للسمات الفردية ،وهذا يتطلب من الباحث أن يضع لكل شخصية أبعادها بنفسه ،وهذا من شأنه أن يثبط همة الباحث العلمي .
نظريات الذات :
    تتجه هذه النظريات لدراسة الشخصية دراسة كلية دون تجزئتها ،وزعيم هذه النظريات هو كارل روجرز . ويرى روجرز أن تكوين الشخصية يكون بناء على خبرات الفرد وإدراكه وتقييمه لها . فمن خلال التفاعل المستمر بين الفرد وبيئته وتعرضه للتقييم من قبل المحيطين به يتكون مفهومه عن ذاته
   ومفهوم الذات هو ما يحدد معظم سلوكيات الفرد . ويحاول الفرد أن يوفق بين خبراته التالية ومفهوم ذاته ،فما يجده ملائما لمفهوم ذاته يتقبله ،وما يعارضها يتجاهله أو يشوهه حتى يصبح بشكل يمكن أن يوافق مفهومه لذاته ،وإذا كثر تجاهل الفرد وتشويهه للخبرات التي تخالف مفهومه عن ذاته أصبح الفرد عرضة للاضطراب النفسي
   ويقوم العلاج في هذه النظرية – العلاج المركز حول العميل – على إعادة نظر الفرد لخبراته ،وإعادة بناء شخصيته بحيث يكون علاقة متسقة بين مفهوم ذاته وخبراته التي كان ينكرها أو يشوهها
نقد نظريات الذات : انتقدت نظريات الذات في تأكيدها على أثر الخبرة الشعورية في تكوين الشخصية وإهمالها أثر الدوافع اللاشعورية .

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم