موضوع علم النفس التربوي



     عانى علم النفس التربوي، كغيره من العلوم الأخرى، نوعاً من التطور خلال السنوات الخمسين الماضية، بحيث يصعب تحديد موضوعه بدقة تامة، خلال هذه المرحلة من تاريخه، فقد تباينت موضوعات هذا العلم بتباين الباحثين وتباين وجهات نظرهم، كما يعود تباين هذه الموضوعات إلى اختلاف المشكلات الناجمة عن العملية التعليمية ـ التعلمية وتنوعها، وإلى تطور اهتمامات الباحثين والعلماء في ميادين علم النفس الأخرى، الأمر الذي جعل أوزبل (Ausuble, 1986) يتساءل عن حقيقة وجود ميدان يسمى بعلم النفس التربوي. ويشير تاريخ هذا العلم وتطوره إلى اتساع ميدانه عبر الزمن، فقد وجه الباحثون اهتماماتهم في الثلاثينات من هذا القرن نحو الموضوعات المرتبطة بسيكولوجية التعلم والمواد الدراسية كالقراءة والحساب، ولدى انتشار مفاهيم الصحة النفسية والعلاج النفسي ضمن الباحثون في علم النفس التربوي هذه المفاهيم في مؤلفاتهم ودراساتهم، وعاد الاهتمام من جديد في الخمسينات إلى موضوعات التعلم، دون الخوض بمسألة سيكولوجية المواد الدراسية، حيث تركت للمختصين في تدريسها. وللوقوف على أهم الموضوعات التي تناولها علم النفس التربوي خلال تاريخه القصير، يروي أبو حطب وصادق (1980) النتائج التي وصل إليها «بل» لدى قيامه بمسح الموضوعات التي انطوت عليها كتب علم النفس التربوي والبالغة مئة كتاب عام 1971، حيث تبين أن أكثر الموضوعات توافراً هي
1 ـ النمو الجسمي والانفعالي والمعرفي والاجتماعي والخلقي
2 ـ التعلم ونظرياته وطرق قياسه والعوامل المؤثرة فيه
3 ـ انتقال أثر التعلم والاستعدادات وطرق التدريس وتنظيم المواقف التعليمية. 4 ـ الذكاء والقدرات العقلية وسمات الشخصية وقياسها
5 ـ التحصيل وأسس بناء الاختبارات التحصيلية، وشروط الاختبارات النفسية والتربوية
6 ـ التفاعل الاجتماعي بين الطلاب وبين الطلاب والمعلمين
7 ـ الصحة النفسية للفرد والتكيف الاجتماعي والمدرسي.

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم