الاختبارات النفسية






   إن الاختبارات النفسية الموضوعية شكلت طفرة كبيرة ليس فقط في مجال علم النفس لكن في المجالات المختلفة، ولهذا فنحن سنستعرض من خلال الفقرات التالية أهم النقاط التي يجب معرفتها فيما يختص بالاختبارات النفسية
1-نشأة وتاريخ الاختبارات النفسية :
   إن أستخدام القياس في علم النفس بدأ مع بداية العلم نفسه، فقد اهتم العلماء منذ البداية بتحديد الفروق بين الأشخاص عن طريق قياسها، ثم اصبح القياس جزء من الدراسة السلوكية للفرد عن طريق الملاحظة الذاتية في البداية. إن البداية الحقيقية للاختبارات النفسية جاءت مع تأسيس المعمل الأول لعلم النفس التجريبي على يد العالم فونت في عام 1879، حيث تم الاعتماد على أساليب قياس لتقييم التجارب التي تتم في المعمل، وقد تطور القياس إلى استبيانات ومقاييس التدرج على يد العالم جالتون. كان ظهور العامل العام للذكاء بداية حقيقية لعمل اختبارات الذكاء IQ tests، وقد قام العالم سبيرمان باكتشافه عن طريق التحليل العاملي، لكن الفضل يعود إلى العالم الفرنسي الفرد بينيه لعمل أول اختبار ذكاء حقيقي تمكن فيه من تحديد عوامل للذكاء وعمل بطارية لقياس هذه العوامل والخروج بنسبة محددة للذكاء. تطورت أساليب القياس النفسي حتي وصلت إلى ما يُعرف حالياً بالاختبارات النفسية المقننة التي يتم استعمالها الآن لتقييم السمات العقلية أو الانفعالية للشخصية، ولا زال العمل جارياً لخلق مزيد من الاختبارات التي تتمتع بقدر عالى من الموضوعية والدقة
2-المقصود بالاختبارات النفسية :
   إن الاختبارات النفسية هي أدوات موضوعة لمعاونة الباحث على تقييم وقياس السلوكيات والسمات الشخصية والعقلية لخاصة بالأفراد بطريقة منظمة وموضوعية. تعتبر الاختبارات النفسية مقاييس مقننة ومنظمة لقياس سلوك جماعة من الأفراد في ظروف مضبوطة وفي إطار سلوك أو محك محدد لقياسه. ويمكن تعريف الاختبارات النفسية على أنها مثيرات تم تصميمها لقياس سلوك معين أو مظهر محدد أو سمة خاصة يراد قياسها، ويتم الاختبار على عينة من المفحوصين المشتركين في سمات محددة
3-مكونات الاختبارات النفسية
   إن الاختبارات النفسية تتكون من عدد من العناصر التي يجب توافرها، ولا يمكن القيام بالاختبار دون هذه العناصر
- وحدات الاختبار :
   ويقصد بها مجموعة الأسئلة والعبارات التي من المفترض أن يجيب عليها الشخص لقياس السمات المراد قياسها، وقد تكون هذه الوحدات أو المثيرات في شكل
-- أسئلة استفهامية من المفترض أن يجيب عنها المفحوص
-- جمل تقريرية إخبارية
-- صور مرتبة بشكل محدد لقياس استجابة المفحوص لها
-- كلمات محددة مكتوبة أو مسموعة يستجيب لها المفحوص. ---مثيرات سمعية و أصوات
-- رموز خاصة يعتبر عنها المفحوص كتابياً أو شفهياً
- السمة أو القدرة المراد قياسها :
   لا يمكن عمل اختبار نفسي دون تحديد الصفة أو السمة التي نرغب في قياسها أو التعرف على وجودها لدي الفرد، وقد تكون هذه السمة
-- سمة عقلية
-- سمة نفسية
-- سمة انفعالية
-- قدرة محددة
-- صفة أو سلوك
- عينة من المفحوصين :
   لا يمكن عمل اختبار نفسي دون تحديد عينة تصلح لإجراء هذا الاختبار، ولابد لهذه العينة أن تتوافق مع الهدف من الاختبار، بحيث تكون استجابة المفحوص للاختبار تعبر عن وجود هذه السمة المراد قياسها ودرجتها. بمعني آخر لابد من أن يكون اختيارك للعينة متماثل فلا يمكنك اختيار عينة مختلفة تماماً من حيث المرحلة العمرية لتطبيق نفس الاختبار لان درجة التباين في هذا الاختبار لن تكون عائدة بالضرورة على السمة المراد قياسها لكنها عائدة على فرق الأعمار والاهتمامات والأجيال بين أفراد العينة.


إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم